الأربعاء، أبريل 15، 2009

اعتـــِـــــــذار ...

*** اعـــــــتـــذار *** *** ** * باعتذرلـَك ياللى عـُمرَك كـُنتـِلى أوفـَى صديق كان فى خاطرى زى خاطرَك أمشى ويـَّاك الطريق كل عمرى تحت أمرَك بس تِفضـَل لى رَفيق لما تبعد عنى يوم كنت مابـَقدَرش اطيق باعتذرلك ياللى عمرك كـُنت لى أوفـَى صديق *** لمـَّا كـُنت اشكيلـَك انتَ كـُنت تسمع شكوتى وامـَّا اكون زعلان واشوفـَك لِـيـَّا تِـرجَع بَسمِتى وامـَّا كان بيزورنى طِيفـَك كان ينوَّر سِكـِّتِى رُحت فين ؟ طَب جى إمتـَى؟ لِـيـَّا مين بَعـدَك رَفيق؟! باعتذرلك ياللى عمرك كـُنت لى أوفـَى صديق *** غـَلطِتى إنـِّى هَجَـرتـَك مِن سَنة من غير وداع بس غـَصبـِن عـَنـِّى سِبتـَك كـُنت خايف م الضـَياع والقمر من يومها حالـِف إنـُّه مايبعـَت شـُعاع شـُفت أنا فين وانتَ فين !! أد إيه بـُعدِ الطريق!! باعتذرلك ياللى عمرك كـُنت لى أوفـَى صَديق *** مش كفاية الاعتذار بَس قول كِلمة سَماح راح تقيد فى القلب نار لو تقول ع الحب راح والتـِقـِى دنيايا ضـَلمَة واقضِى عـُمرى بالجـِراح لو هـَتِـبعـِد عـَنـِّى أكتـَر مِن كِدَه مااقدَرش اطيق باعتذرلك ياللى عمرك كـُنت لى أوفـَى صديق *** ** * من ديوان قلوب الناس بتتكبر خالص محبتى واحترامى أخوكم الطبيب الشاعر ***

الموت من أسباب الحياة ( قصة قصيرة ) ...

***
الموت من أسباب الحياة !! *** قصة قصيرة ** من تأليف * الطبيب الشاعر / محمد رزق ___ دخل حجرته يائساً والدموع تكاد تعمى عينيه ، يحمل فى يده المرتعشة كمية كبيرة من الأقراص ، أنواع كثيرة من الأقراص لم يعرف إسمها ، ولم ينظر إلى تاريخ الصلاحية أو حتى إلى طريقة الإستعمال ، ولماذا يبحث عن كل هذا ؟! هو لايريد العلاج ولكنه يريد الموت ؛! فلماذا يجهد نفسه ويهتم بالنوع ، المهم هو الكمية ؛! أخذ يفتح الأقراص ويضعها فى كفه التى ترتعش بشدة ، وأمسك بكوب الماء وما إن رفع الكف بالأقراص وقربها من فمه ، حتى وجد أمامه طيفاً لأحد أصدقائه المقربين ، كان الطيف يبتسم ويرفع يده ينهره بها ، وسمع الصوت يقول : لا لاتفعل ؛ إتقِ ِ الله فى نفسك ، لاتمت كافراً ؛ أتذكرنى ؟ أنزل الكف بالأقراص جانباً وتعجب من هذا الطيف ، إنه أحمد عباس زميله فى المرحلة الإبتدائية ، ولكن لماذا يزوره الآن ، ولماذا يمنعه من الموت الذى اختاره بعد مرار الحياة ، كان أحمد عباس يجيد لعبة كرة القدم وكانا صديقين حميمين ، كانا يطلبان الإذن من والديهما ومدير المدرسة لقضاء بعض الوقت فى لعب كرة القدم مع بعض الزملاء بعد انتهاء اليوم الدراسى يوم الخميس من كل أسبوع ؛ علمه أحمد كيف يجيد ركل الكرة بالقدم اليسرى ، وكيف يحاور بتلك القدم ، فأصبح يجيد الركل بالقدمين والمحاورة بهما ، كانا سعيدين بتلك الصداقة هو يتمنى أن يصبح مهندساً وأحمد يتمنى أن يصبح ضابط شرطة ، كانا يتزاوران فمكان سكنيهما ليس بعيداً ، لم يفكرا مرة واحدة فى المذاكرة معاً ولكنهما كانا يتناقشان فى أوقات الفراغ بين الحصص ، وكانت أوقاتهما معاً بعد انتهاء وقت المذاكرة والواجبات ، فكلاهما مجتهد ويحب الهدوء أثناء المذاكرة ، وأوقاتهما معاً لاتخلو من الضحك واللهو ، لذا كان كل واحد منهما يذاكر وحده ؛ ومرت السنوات وانتقل كل واحد منهما إلى مراحل التعليم التالية وباعدت بينهما الأيام إلا من بعض اللقاءات القليلة خلال كل تلك السنوات ، وتخرج هو من كلية الهندسة وتخصص فى الهندسة المعمارية ، وسافر إلى سيناء ليشارك فى إعمارها ، وزادت مسافة البعد بينهما ، خاصة أن أحمد قد تغير حاله بعد وفاة والده فجأة بنوبة قلبية ، إثر خسارته مبلغاً كبيراً فى البورصة وإعلان إفلاسه ، وهكذا دخل أحمد كلية التجارة بدلاً من الشرطة التى كان لابد له أن يدفع مبلغاً كبيراً على سبيل الرشوة لقبوله فيها ، مات والد أحمد وماتت معه كل طموحات الفتى وشعر بطعم الفقر والحاجة وزادت مسافة البعد بين الصديقين أكثر وأكثر . ومرت سنوات عديدة ، وذات يوم إشتاقت نفسه لرؤية صديقه أحمد فذهب لرؤيته ولكن المكان تغير تماماً ، فأخذ يسأل عن بيت أحمد عباس ، ولكن لاأحد يذكره ، وهَمَّ أن يعود من حيث أتى ولكنه تذكر أحد الزملاء القدامى كان بليداً لايحب المذاكرة وكان يعمل مع والده الكوِّاء فى دكان يطل على منزل أحمد نعم نعم ، هاهو الدكان ؛ ولكن أين المنزل ؟! إقترب من الدكان وسأل الرجل : هل تعرف أين ذهب أحمد عباس ؟ نظر إليه الرجل ملياً وأمعن هو النظر فيه ، وبادره الرجل بالسؤال : مش انت محمود ؟ ! ، أهلاً ياكمال ، تصدق ماعرفتكش ؛! وتعانقا ؛ وكرر السؤال بعدها : هل تعرف أين ذهب أحمد عباس ؟ هو انت ماتعرفش ؟ أحمد عباس البقاء لله من ست سنوات ، دارت به الدنيا ولم تقو قدماه على حمله وكاد أن يسقط على الأرض لولا أن استند على المكتب أمامه ، أحضر له كمال مقعداً وكوباً من الماء وأخذ يقص عليه الحكاية . تدهورت أحوال أحمد النفسية والصحية بعد وفاة والده ، ثم والدته بعد سنوات قليلة ، وقيام أزواج أخواته بالتآمر لبيع المنزل الذى كان آخر ماتبقى له ولأخواته البنات ، وضاقت الدنيا فى وجهه وصعد إلى أعلى المنزل وألقى بنفسه إلى الشارع ولكنه لم يمت وأصيب ببعض الكدمات والكسور البسيطة وارتجاج فى المخ ، وأخذوه إلى المستشفى وسرعان ماشفيت جروحه وكسوره ولكن حالته النفسية والذهنية ازدادت سؤا ، وقام مالك المنزل الجديد بهدمه وبنائه مرة أخرى على صورة عمارة ضخمة غاية فى الجمال والروعة كما ترى ، وأشار كمال إلى عمارة مقابلة ، رآها محمود وفهم لماذا تاه عنها بسبب ذلك التغير الكبير فى الشكل والتنظيم ، ولكن كيف مات أحمد ؟ ! أخذ أحمد يتردد على العمارة أثناء بنائها ويصرخ فى العمال هذا منزلى ورثته عن أبى ، والعمال يبعدونه تارة ويضربونه تارة وذات يوم كان أحمد يحوم حول العمارة كعادته وكانت ملامحه قد تغيرت تماماً وملابسه لاتكاد تستره ووجهه الأسمر الجميل تحول إلى كومة من العظام واللحم يغطيه الشعر وتظهر عليه معالم عدم الإهتمام بالنظافة ، وبينما هو يسير تحت البناء يسقط حجر من أحد البنائين على رأسه فيشجها ويلفظ أنفاسه الأخيرة داخل منزله الذى حمله الناس إليه ليحاولوا إسعافه . عاد محمود إلى حياته بعد أن تخلص من وقع الرواية المأساوية لصديق طفولته وزميل دراسته الإبتدائية ، ولكنه أصبح حاداً فى عمله ، وأخذ يعارض ماكان يسمح به من قبل مثل بعض التهاون فى المواصفات وبعض السرقات الصغيرة التى يكتشفها ووو . ومن هنا بدأت المضايقات وأصبح المقولون أعداءه ، والزملاء وشاة عليه ، والرؤساء يكيلون له العقاب تلو العقاب ، واجتمعوا على فكرة الإنتقام منه قائلين : هو هيعمل علينا شريف لحد إمتى ؟ لازم نلبسه تهمة قبل مايودينا فى داهية ! وبالفعل قاموا بسرقة كمية كبيرة من الحديد والأسمنت من الموقع وباعوها بإسمه وتوقيعه المزور لأحد المقاولين ، وأخذ أحد زملاءه مبلغ البيع ودسه بين ملابسه دون أن يدرى ، وأبلغوا البوليس بالسرقة وشكهم فى المهندس محمود ، وبالفعل تم القبض عليه وتم اكتشاف المبلغ المدسوس بين ملابسه ، وتحول إلى الجنايات بتهمة السرقة والبيع فى السوق السوداء وغش المواصفات وغيرها من الإتهامات التى تفننوا فى حبكها ضده ، وتم حبسه فترة على ذمة التحقيق ثم إطلاق سراحه بكفالة دفع فيها كل مايملك واقترض ليكملها ،. وهاهو اليوم يجلس فى منزله وحيداً متهماً بين الناس ، بريئاً أمام الله ، ولكنه عاجز عن إثبات تلك البراءة . فأراد أن يتخلص من حياته وأحضر الأقراص التى طالتها يده ، ولكنه حين هَمَّ بتناولها جاءه طيف يقول : ألا تذكرنى ؟! وبعدها سمع صوت المؤذن لصلاة الفجر : الله أكبر الله أكبر فنهض من مكانه وردد الأذان وتوجه إلى المسجد للصلاة . * تمت بحمد الله وتوفيقه *** الطبيب الشاعر / محمد رزق ***