الاثنين، نوفمبر 24، 2008

وَلـَـــــــــــــدِى يُـعـانِــــــــــــى
***
ولدى يعانى من أسَى الأيامِ ينظرُ للسماء
ورأيتُ فى عينيهِ دَمعاَ بارقاً... مثل الشتاء
يتلاحقُ الدَمعُ الأبىُّ على الخدودِ بكبرياء
فضممتُهُ ؛ وسألتُهُ ، عَن سِرِّ أسبابِ البكاء
وسألتُهُ... ماذا تُريدُ ؟ أجابنى بَعدَ العَناء
مُتأسِفٌ ...!! دَعنِى أهاجرُ ياأبى واقبَل رَجاء
فَتَمَزَّقَ القلبُ الـَّذِى بينَ الضُلوعِ مِنَ ابتلاء
وسألتُه هل تستطيعُ العيشَ دونَ الأصدقاء ؟
فأجابَنِى ، أن هَل تُريدُ الحَقَّ أو قَولَ الرِياء ؟
أبَتِى حَسِِبتـُك لامِساً بُعدَ الحَبيبِ وأصدِقاء
وبكاءَ أُمِّى حينَ تَرفَعُ ظَهرها بَعدَ انحِناء
وشقاءَها بينَ الحقولِ بفأسِها جَلَّ الشقاء
وعذابَها مِن أجلِ لـُقمَتِنا ومِن أجلِ الدَّواء
وأراكَ ياأبَتِى قَعِيداً عاجِزاً دونَ الشِّفاء
فبلاؤنا حينَ ارتـَقـَيتَ السُلـََّمَ الملعونَ إلى الخَلاء
وسَقـَطتَ مِنهُ فما نَهَضتَ ليومِنا بَعدَ اكتواء
وتَحَوَّلَ العِلمُ الـَّذِى عَلـَّمتِنيهُ مُصِيبَتِى أو قـُل بَلاء
مُتَقاعِدٌ رَغمَ الشِهاداتِ الـَّتِى حَصَّلتُها رَغمَ انتماء
فبلادُنا تُعطِى الغـَريبَ وتَحرِمُ الإبنَ العَطاء
وتُكَفكِفُ الدَمعَ القَوىَّ إذا بَكََى وتُحاكمُ الضُعفاءَ عَلَى البُكاء
والسَّارقونَ بأرضِها يَتـَنـَعـَّمونَ بـِكُلِّ أنواعِ الثـَراء
والغارقونَ بوَحلِِها يَتـَمَرَّغونَ بِلا غِطاءٍ فِى العَراء
فَصَرَختُ رِفقاً يابُنَىَّ بمُهجَتِى وبـِـذ ُلِّ داء ... !!
أتـُعاقِبُ القلبَ الـَّذِى يَهفو إلَيكَ بالاختفاء ؟!
وتـُحاسِبُ الأهلَ الـَّذينَ يُساعِدونـَك بالهِجاء ؟!
وتـُعِينُ أُمَّاً طالـَما بَذَلـَت دِماها بالرِّثــــاء ؟!
وتـُغادِرُ الأرضَ الـَّتِى أحبَبتـُها بَعدَ انكِفاء ؟!
وتُقَـَطـِّعُُ الأوصالَ بَينَ أحِبـَّتِى والأقرِباء ؟!
وتـُباعِدُ الأيَّام بَينَ قلوبـِنا بَعـدَ التقاء ؟!
وتقولُ عَجزاً أنـَّنِى لاأستطيعُ السَيرَ أو بَذلَ العـَطاء؟!
وتـُريدُ بُعـداً للعـَلاءِ ؛ بغـَيرِ أسبابِ العـَلاء ؟!
أبَتاهُ إنـِّى شاعِرٌ أنـِّى هـُنا مُتـَقاعِدٌ مِثل النِساء
وتـَفوقـُنِى بَعضُ النِساءِ ببـَذلِها دونَ ارتِقاء
أبَتاهُ دَعـنِى ، هَل يُضيرُك أن أُريدَ بغـُربَتِى بعضُ الثراء ؟
أبَتاهُ إنـِّى راحِلٌ فارحَم دموعاً قـَد تـَضُرُّ الكِبرياء
وتـُميتُ فى نـَفـسِى الإباءَ تـَهُدُنى فاعذِر إباء
فخـَفَضتُ رأسِى كاتِماً فى الصَّدرِ أصواتَ البُكاء
ومَدَدتُ كَفـِّى باسِطاً لِلإبنِ أطرافَ الرداء
ومَدَدتُ أطرافَ الحَديثِ عَنِ المَكاسِبِ فى اللقاء
وشَرَحتُ ماأصبو إليهِ ؛ وماأريدُ مِنَ البـِناء
أن كـُن معى وقتَ المماتِ وخُذ عَزاء
وأمَرتـُهُ قـُم لِلصَلاةِ وأدِّها ، قـُم لِلدُّعاء
ودَعَوتُ لِلرَحمَنِ بَـدِّل عُسرَنا كُن لِى وِجاء
***

ليست هناك تعليقات: