الأربعاء، يناير 21، 2009

الشعر لازم يتوزن .. دروس فى علم العروض .. الدرس الثالث ..

بسم الله الرحمن الرحيم
***
الشعر لازم يتوزن دروس فى علم العروض
*
 من تأليف
*
 الطبيب الشاعر / د. محمد رزق
***
4- الدرس الثالث
***
تاريخ علم العروض وكيفية الوزن
*
*
 بحثت فى جميع الكتب فوجدتها جميعاً تؤكد أن
 الخليل بن أحمد الفراهيدى هو مخترع العروض .
 ووجدت فى الكتب حكايتين
الأولى هى الأقرب للصحة ،
وهى تؤكد أن الخليل بن أحمد
من  قبيلة الأذد اليمنية ،
وانه عاش بين سنتى
100 ، 170 من الهجرة ؛

والثانية تقول أنه ولد فى عمان
 وأنهم يحتفلون بمولده فى عيد للثقافة كل عام ،
وأعتقد أن هذه بعيدة عن الصحة ولكنى قرأتها فى بعض الكتب الحديثة وسمعتها من بعض الأصدقاء المثقفين .
والسبب الذى دفعنى إلى الخوض فى ذلك ،
 أن كل حكاية منهما تشرح سبباً لاختراعه العروض
فالأولى تقول : أنه كان يسير يوماً بسوق النحاسين وكان يفكر فى بيت من الشعر أو يدندن به فتوافقت تلك الدندنه مع تتابع طرقات النحاسين على الأوانى التى يطرقونها ويصنعون منها أوانيهم وهنا وجد الخليل بن أحمد أن الطرقات على الأوانى تتوافق مع الحروف المتحركة فى البيت ، وسكتات الطرق تتوافق مع الحروف الساكنة فيه ، وتابع الأمر ليستبين ويتأكد أن الطرق حركة والتوقف عنه سكون ،
حتى تأكد من أن
موسيقى البيت الشعرى إنما جاءت من حركات وسكنات منتظمة ،
 وهنا ذهب إلى بيته وجلس يجرب ماخمنه على كل ماكتب من قبل حتى أكمل علم العروض .
فماذا تعنى الحركة أو الحرف المتحرك فى العروض ؟!
إنها تعنى وجود حركة على الحرف اى فتحة أو كسرة أو ضمة ظاهرة على الحرف أى أن الحرف ينطق مع ماقبله ومابعده متواصلاً بحركته ، أما الحرف الذى يكون فوقه سكون فيسمى ساكناً بشرط أن ينطق فى الكلمة ،..
ولنا أن نعبر عن كل حرف متحرك بما نشاء
على أن يكون مختلفاً عن الحرف الساكن فمثلا
يكون التعبير عن الحركة ب ( / )
وعن السكون ب ( ه )
 فمثلاً كلمة ( يقولُ) نعبر عنها ب ( // ه/ )
 وكلمة ( استنكارٌ) نعبر عنها ب ( / ه/ ه/ ه/ ه )
 وهنا يجب التنويه عن أن التنوين ينطق فى الكلام كحرف النون الساكنه ولذا لابد أن نعبر عنه بالسكون كما رأينا ..
وتعالوا نبدأ من أول السطر حتى لاأسمع سباباً
ولاأرى تجهماً ..
وحدة الصوت أو الوحدة الصوتية
لابدأن تتألف من حركة وسكون أوحركات وسكنات
أليس كذلك ؟؟!!
فتعالوا نعرف الوحدات الصوتية المختلفة أو نقسمها حسب شدتها أو عدد حروفها كالآتى :-
1- مايتركب من حركة واحدة وسكون واحد
مثل :- عن – قد – لم – مَن – مِن – قـُل – كَم ...
... يعبر عنه ب ( /ه ) ونسميه( سبباً خفيفا)
أى أن السبب الخفيف يتكون من حرفين أولهما متحرك والثانى ساكنً وسنلاحظ فى كتابة الشعر أن السبب الخفيف ممكن أن يتكون من حرفين أولهما متحرك فى كلمة والثانى ساكن فى الكلمة التى تليه أو أن يكونا فى نفس الكلمة
 المهم أن نحفظ التسمية ( سبب خفيف )
 والوزن والتكوين ( /ه ) حرف متحرك يليه حرف ساكن .
2 - مايتركب من حرفين متحركين وحرف واحد ساكن بعدهما مثل :-
أسَدْ - نـَغَمْ – ألم – قلم – فعل – وزن – هدم ..... وهكذا
يعبر عنه ب ( // ه )
ويسمى ( وتداً مجموعاً ) ،
أى أن الوتد المجموع هو
مايتكون من حرفين متحركين بعدهما حرف ساكن وقد يأتى هذا فى كلمة واحدة أو يأتى فى كلمتين فى سياق البيت الشعرى والمهم أيضاً أن نحفظ التسمية ( وتد مجموع ) والوزن والتكوين ( // ه ) ثلاثة حروف الأول متحرك والثانى متحرك والثالث ساكن ..
3 – مايتركب من أربعة حروف الثلاثة الأولى متحركة والرابع ساكن مثل :-
كَتَبَا – أكلا – شر ِبا – عَلِموا – كتبوا – نهبوا – عشقوا – أخذوا .... وهكذا
يعبر عنه ب ( /// ه )
ويسمى ( فاصلة صغرى ) ؛
أى أن الفاصلة الصغرى هى
مايتكون من ثلاثة حروف أو أحرف متحركة بعدها حرف ساكن
 وقد يأتى هذا أيضاً فى كلمة واحدة
 أو يأتى فى كلمتين فى سياق البيت الشعرى
 واؤكد أن المهم هو حفظ التسمية ( فاصلة صغرى )
 والوزن والتكوين ( /// ه ) أربعة أحرف الثلاثة الأولى متحركة والرابع ساكن ،
 وأرجو أن تلاحظوا فى الكلمات المضروبة كأمثلة للفاصلة الصغرى
 أننا أهملنا كتابة أو وزن الألف المكتوبة بعد واو الجماعة وذلك لأننا لم ننطق به وإنما كتبناه فقط ،
 ونستخلص من هذا أن مالاينطق لايكتب فى الوزن بل نتركه ونهمله وإنما يكتب لأسباب النحو وغيرها فى الإملاء
 ولكن فى العروض لايكتب فى الميزان ولايعتد به بل يهمل .
4 – مايتركب من خمسة أحرف الأربعة الأولى متحركة والخامس ساكن مثل : -
كُتُبُنا - رُسُلُنا – أمَلَنا – عَمَلَكُم – بلدكم – شعركم ...... وهكذا
 يعبر عنه ب ( //// ه ) ويسمى ( فاصلة كبرى ) ،
 أى أن الفاصلة الكبرى تتكون من خمسة أحرف الأربعة الأول متحركة والخامس ساكن
 وقد تأتى فى كلمة واحدة أو كلمتين فى سياق البيت الشعرى ،
 والمهم هو حفظ الإسم ( فاصلة كبرى ) ،
 والوزن والتكوين ( //// ه ) خمسة أحرف الأربعة الأولى متحركة والخامس ساكن ...
والآن دعونى أقص عليكم الحكاية الثانية التى قرأت أنها
كانت سببا فى اختراع الخليل بن أحمد لعلم العروض ؛
 سمعت والله أعلم أنه كان يسير سارحاً يقلب أحد الأبيات فى رأسه ويدندن به فوقع فى بئر غير عميق ولم يستطع الصعود
فجاء بعض الرجال ومعهم حبل طويل وحاولوا إخراجه من البئر
 وكانوا أثناء ذلك يغنون ( مثل عمال البناء فى عصرنا هذا )
فتناسب غنائهم مع مايدور فى رأسه من بيت الشعر
فأثار ذلك حفيظته وجذب اهتمامه وأخذ يطابقه على كل ماكتب
 وماكتب غيره من الشعراء
وهكذا تيسر له إختراع علم العروض .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .
**
*

والآن جاء دور الواجب
وقت الغتاته يعنى
والمطلوب هو :
 1 - عمل ملخص للدرس والإتيان ببعض الكلمات كأمثلة للوحدات الصوتية قدر المستطاع

ثم : 2 - كتابة خمسة أبيات من الشعر نطبق فيها ماتعلمناه فى الدروس الثلاثة
بغض النظر عن الأفكار الثابتة
لا بل أريد أفكاراً حرة جميلة جديدة
وانطلاقاً فى الكتابة إلى جميع الآفاق .

ثم : 3 : - على كل شاعر أن يأتى بمجموعة من الأبيات التى تعجبه من قراءاته فى الفصحى أو العامية لنتدرب فيها معاً على كيفية التقطيع والوزن .
وفقكم الله ووفقنى معكم إلى مافيه خيرى الدنيا والآخرة .
***
*
فى بير وقع شدوه ياعينى
عم الخليل سمع الأغانى
قام قالهم ماتغنوا تانى
قالوله لأ إسكـُت ياجانى
قال والنبى غنولى غنوة
لاحلف أقوم وارجع مكانى
***
*

إلى اللقاء فى الدرس الرابع
فى موعده بإذن الله تعالى .
خالص مودتى واحترامى للجميع
 أخوكم الطبيب الشاعر/ د. محمد رزق
* 

ليست هناك تعليقات: