الأربعاء، يناير 21، 2009

الشعر لازم يتوزن .. دروس فى علم العروض .. الدرس الثانى ..

بسم الله الرحمن الرحيم الشعر لازم يتوزن الدروس الخاصة بعلم العروض من تأليف الطبيب الشاعر / محمد رزق 3 - الدرس الثانــى ***
بسم الله الرحمن الرحيم *** الدرس الثانى **
مدخل لعلم العروض
**
كان العرب يكتبون الشعر ويجيدونه
وكانوا حتى غير المتعلمين منهم
يجيدون اللغة العربية بجميع مواصفاتها ؛
لذلك عندما إصطفى الله سبحانه وتعالى
حبيبه وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
منهم أى من العرب ، كان لابد أن ينصره ويحصنه
بكتابه العظيم المعجز القرآن الكريم
كى يستطيع أن يثبت لهم قوة حجته
وأنه منزل من عند الله . ولو استطاعوا أن يأتوا بآية من مثله لكان ذلك دليلاً على أن كاتبه من البشر ، ولكن القرآن أعجز العتاة فى اللغة
ولم يستطع أن ينازله مخلوق ،ولن يستطيع ،
وسيظل محفوظاً فى العقول محفورا ًفى القلوب
حتى قيام الساعة .
قال تعالى :-
( إنـَّا نـَحنُ نـَزَّلنا الذِكرَ وإنـَّا لـَهُ لحافِظون)
صدق الله العظيم
هذه المقدمة نخلص منها أن القرآن الكريم هو أول وأولـَى الكتب
لقراءتها إذا أردنا أن نتقن اللغة العربية والتى هى الأصل فى الكتابة والمقدرة على التعبير الجيد فى كل الموضوعات .
فمن أراد أن يكون شاعراً جيداً فيلزمه أولاً قراءة لقرآن الكريم بإمعان وتدبر آياته ومعانيه بقراءة التفسير ومن هنا سيكتسب اللغة ويتقنها ،..
وبعد ذلك ومعه لابد أن يقرأ كثيراً فى كتب الشعر الفصحى والعامية القديمة والحديثة ، وكذلك لابد أن يقرأ فى جميع المجالات لمجرد المعرفة
والتثقيف واكتساب اللغة والمفردات الخاصة بالكتابة واستحضار المعانى .
ونعود لنقول أن العرب كانوا يستخدمون الشعر
للتعبير عن أنفسهم فى كل المجالات ،
عن الإنفعالات بقصائد الحماسة والنخوة ،
وعن العواطف والمشاعر المتبادلة بقصائد
الحب والغزل ، وكذلك فى الوصف لكل مايحيط بهم من كائنات
وأطلال وديار وطبيعة ،
كما نظموه تسجيلاً لتاريخهم وأمجادهم
ومكارمهم وآثارهم وغيرها من الأسباب ،
أى أنهم استخدموا الشعر تعبيراً عن كل مجريات حياتهم ، وكان
مقصدهم من هذا ؛ التسجيل
والتأثير
والتفاخر والتباهى وحمل السامعين
على المشاركة فيما يعتمل فى نفوسهم ويشع من الصدور ،
ولذلك كانوا يستخدمون فى الشعر ثلاث أدوات وهى :-
1:- إختيار التعبير المثير والمؤثر بذاته ،
وهذا مايسمى بالبلاغة أو المحسنات البديعية .
وهو أحد أفرع علم النقد الأدبى حديثا والذى يتناول الوقوف على المطابقة لمقتضى الحال
وطرق التعبير عن المعنى الواحد بأساليب
وألفاظ مختلفة .
2:- وضع هذا الشعر فى قالب موسيقى هزاز مطرب ، وهذا مايسمى بالعروض .
ويستخدم لضبط القوالب والأنماط الموسيقية
وتوضيح مايجوز ومالا يجوز أن يدخل عليها من تحوير ، بالزيادة أو بالنقص ، بحيث لايختل النغم ، فما لم يختل به النغم واستراحت له
الأذن الموسيقية للشاعر فيجوز عروضيا ،ً
وأما مايختل به النغم وتنفر منه الأذن
فلا يجوز عروضياً .
3:- إلتزام لوازم خاصة فى آخر هذه القوالب
تزيد من هذا التأثير الموسيقى وتصونه
وهذا مايسمى بالقافية .
ويفيد هذا العلم أو تفيد هذه الأداة فى التنظيم
والترتيب ودعم الموسيقى وتأكيدها .
من أجل هذا كان لزاماً علينا إذا أردنا أن نكون من الشعراء أو الأدباء أو حتى النقاد أن نلم بهذه العلوم الثلاثة لنكون قادرين على الإتقان الذى هو سر الجودة والاستمرار والتقدم ،
ومايهم الشاعر أكثر هما علمى العروض والقافية
حتى ولو كان صاحب أذن موسيقية .
لعلكم تتساءلون الآن لماذا كل هذا أيها الممل المتعب ؟
أو تقولون بالعامية ماتدخل فى الموضوع
ياعم الدكتور مش لازم فلسفة ووجع دماغ .
وهنا أقول لكم أنكم ستعرفون مع تقدم الدروس
أن القوالب الموسيقية والأشكال المختلفة
لبحور الشعر كثيراً ماتتقارب وتتشابه بدرجة كبيرة حتى أن الواحد من الشعراء الكبار يخرج من بحر إلى آخر ومن تفعيلة إلى أخرى دون شعور أوتنبيه ولايستطيع كشف هذا الخلط والخروج إلا من تعلم كيف يزن الشعر عروضياً .
لذا كان علم العروض مفيداً فى إخراج الشعراء الأكفاء وتثبيت أقدامهم فى مجال الشعر.
**
*
والآن جاء وقت الواجب .
الواجب هو :-
إستخلص من هذا الدرس
سبعة أسئله ثم أجب عليها بما فهمته
من الشرح ..
ثم اكتب خمسة أبيات تحاول فيها التعبير
عن محتوى هذا الدرس ؛ ولايهم الوزن
فلم نصل إليه بعد ربما سيكون فى الدرس القادم بإذن الله تعالى .
**
وهنا سيكون أول الكاتبين والمجيبين من المستفيدين لأنه لابد لمن بعده صياغة الأسئلة بأساليب أخرى دونه وإجابتها بأسلوب مختلف أيضاً .. يارب تكونوا فاهمين ؟!
**
*
*
قـُرآن كـَريم والعـِلم فـيه
دوَّر وفـَكـَّر هتلاقـيه
مليان بكل المـُعجـِزات
والنحو فيه والصَـرف فـيه
واللى يحبـُه رَبـِّنا
واللى يـريدُه ويجـتـَبـيه
يحفظ كلامـُه اللى اتحـَفـَظ
ويـبـيـع حياتـُه ويـشـتـريـه
طـُوبَى لمن يـَحْـظـَ بـِهِ
وَيـْحٌ لـِمـَن لايـَقـتـنـيـه
**
*
*
وفقكم الله سبحانه وتعالى ووفقنى معكم
إلى مافيه خيرى الدنيا والآخرة .
وإلى اللقاء فى الدرس القادم
فى موعده بإذن الله تعالى .
أخوكم / الطبيب الشاعر
**
*

ليست هناك تعليقات: