الأربعاء، يناير 21، 2009

الشعر لازم يتوزن .. دروس فى علم العروض .. الدرس الأول ..

الشعر لازم يتوزن دروس فى علم العروض من تأليف الطبيب الشاعر / محمد رزق *** بسم الله الرحمن الرحيم **
2 - الدرس الأول
**
بـِــنـاءُ الــقـَصـيدَة
=
القصيدة سواءاً كانت فصحى أو عامية أو زجل
مثلها مثل أى موضوع نكتب فيه ،
كالمقال بأنواعه أو القصة أو حتى موضوعات التعبير الخاصة بالطلبة ،..
تبدأ بالفكرة وهى المحك الرئيسى للكتابة
والفكرة بالنسبة للشاعر قد تأتيه فجأة
من جراء موقف مؤثر أو مجرد مشاهدة
أو حتى استماع
لما يثير فيه حزناً أو فرحاً فيحرك فيه
المشاعر كرد فعل لما يرى أو يسمع ،
وهنا ربما يحدث أحد شيئين ،
فإما أن تختزن الفكرة داخل الشاعر حتى يحركها مؤثر آخر قد يكون من نفس النوع أو مختلفاً عنه ، وهذا يفسر لنا كيف يكتب الإنسان قصيدة أو أغنية تعبر عن السرور والسعادة بينما هو غارق فى الحزن والألم ، أو العكس
فالسبب أن الفكرة كانت مختزنة بداخله من جراء موقف سابق وقد حركها الموقف الحالى ،
وقد تزلزل الفكرة كيان الشاعر لما لها من تأثير قوى ورد فعل نفسى فيجد نفسه يمسك بالقلم ويكتب عما يختلج نفسه مباشرة دون وعى أو إرادة ، أتحدث هنا عن هواة الشعر ، ولكن محترفى الكتابة يستطيعون تطويع أقلامهم لما يريدون كتابته ، وفى رأيى المتواضع يكون هذا النوع من الكتابة بدون تأثير كبير على القلوب ولكنه قد يخطف الأبصار لما لهؤلاء الكتاب من حنكة ومقدرة على الكتابة ومايمتلكون من الأدوات فنجد مايكتبون أشبه بتحفة لها بريق
تخطف الأبصار فتتعلق بها ولكنها لاتؤثر عادة فى النفوس ؛.
أعتذر عن الإطالة ولكن أحببت أن أنوه أن الفكرة هى أساس مانكتب ، وهى مانبنى عليه القصيدة ، لذا لابد أن نستقر عليها ولانتشتت ،
ولانبتعد عنها إلا بما يقويها ويدعمها ،
أصبحت الفكرة واضحة الآن فى ذهن الشاعر فليبدأ فى تحديد عناصر للموضوع ، ومن أهم العناصر البداية أو المدخل أو المقدمة وهذا يحدد دائماً قوة الشاعر أو ضعفه ، فالبداية عادة تكون أقل فى القوة من النهاية لأن النهاية تتويج للعمل وهى قمته ، فكان لزاماً علينا أن نأخذ الفكرة صعوداً أى تكون البداية هادئة معبرة متوسطة القوة ثم نبدأ فى الصعود بالمعاني تدريجياً حتى نصل إلى قمتها وأقواها وأعلاها فى الخاتمة ، ومعنى ذلك أنه إذا بدأ الشاعر فكرة ما بداية قوية فلابد أن يكون عنده القدرة على إنهائها نهاية أقوى ، أو على الأقل أن يستمر على نفس القوة حتى النهاية دون هبوط فى الأداء ؛
وإلا فشلت القصيدة وتصيد له الغير الأخطاء .
وبناء القصيدة يكون مثل رسم الدائرة نرتكز فيه على نقطة المركز( وهى الفكرة) ونتحرك حولها على نفس المستوى حتى تلتقى نقطة البداية على المحور مع نقطة النهاية ، حاولوا أن تتخيلوا معى رسم الدائرة ، وحاولوا ربط ذلك الخيال بفكرة القصيدة ، فماذا يحدث لو تحركت نقطة على المحور صعوداً أو هبوطاً ؟
ستشوه الدائرة وينفر منها من يراها أو على الأقل يعيبها وينقد صاحبها ، أليس كذلك ؟؟.
هذا ماقصدت أن أنوه عنه وهو ثبات الفكرة والتزامها فى القصيدة كلها وعدم البعد عنها ودعمها بكل مانمتلك من مقدرة حتى لاتشوه القصيدة أو يصيبها الضعف .
أعرف أنى قد أطلت عليكم وأنكم قد تقولون فى أنفسكم ماهذا الهراء الذى يتحدث عنه ، ولكن لابد أن تعلموا أن هذا الدرس هو أهم مقومات بناء القصيدة فمن استوعبه جيداً سيعرف كيف يكتب أفكاراً جيدة متكاملة جميلة تجعل القارئ يستمر فى قراءة مايكتب دون كلل أو ملل .
تعالوا جميعاً نحاول صياغة بعض الأفكار البسيطة ونعرضها أمام بعضنا البعض كاختبار لهذا الدرس ..
***
**
*
الفِـكرَة مِـش دَش وكلام
الفِـكرَة لاز ِم تـَسـتـَقـيم
لو شـُفت م الناس المـَلام
مِـن غير زَعـَل خـَلـِّيك حـَليم
ماهو رَبـِّـنا خـَلـَق العـَلام
يعنِى اللى يعرَف والعـَلـِيم
والحِـكمَـة بـِتـعـَـلـِّى المَـقام
ويقول عليك الناس حـَكِـيم
والـلـِّى هـَيفهـَم واستـَقام
ع الفِـكرة يـفـضـَل مُـسـتـَقِـيم
***
خالص محبتى واحترامى وتقديرى
والى اللقاء فى الدرس الثانى
فى الموعد المحدد بإذن الله تعالى
أخوكم / الطبيب الشاعر
***

ليست هناك تعليقات: